الاثنين، 24 مايو 2010

اخبار اهالي برفيليا

سليمان علقم – مسيرة حياة مع الأونروا
14 شباط 2010
عمان
أمضى سليمان علقم ما يقارب من 60 سنة مع الأونروا. كانت البداية كطفل يستفيد من خدماتها في الضفة الغربية، لينتقل بعدها للعمل في دائرة الصحة في الأونروا ومراكز توزيع الغذاء في عمان. وفي الوقت الذي يقترب فيه من سن التقاعد، فإن سنوات عمله مع الوكالة قد جعلته يشعر بالامتنان للفرص التي أتاحتها له الوكالة.
ولد سليمان في مخيم النويعمة في عام 1951 لعائلة تنحدر أصولها من برفيليا (بالقرب من الرملة). وقد عاش والدا سليمان اللذان نزحا في عام 1948 في الرملة لمدة عامين قبل أن ينتقلا إلى مخيم النويمي في الضفة الغربية عام 1950 وذلك كي "يستفيدا من مدارس الأونروا ومساكنها وخدماتها الاجتماعية".
التعليم
وقد استفاد سليمان وشقيقاته الثلاث من خدمات الأونروا، وتحديدا توزيع الغذاء والتعليم المجاني في مدرسة النويعمة. وعندما اندلعت الحرب في عام 1967، تم ترحيل العائلة إلى الجفر في الأردن. وبعد فترة قصيرة، توفي والده جراء أزمة قلبية، الأمر الذي أجبر سليمان على ترك المدرسة في الصف الثامن لإعالة أمه وشقيقاته الثلاث بالرغم من حقيقة أنه كان طالبا نجيبا.
وقد وفرت الأونروا لسليمان الفرصة للعمل، واستمر يعمل مع الأونروا بمناصب ومهن مختلفة طيلة ما يزيد عن 40 عاما. وقد بدأ عمله مع الأونروا كعامل بالمياومة ثم انضم رسميا لموظفي الوكالة في عام 1971 كعامل نظافة حيث استمر بالعمل كذلك لمدة 15 عاما.
الامتنان
ولم يكن العمل سهلا على الدوام، ويقول سليمان أنه لم يكن من السهل أبدا أن يعمل كعامل نظافة في المخيمات في الوقت الذي كان أصدقاؤه وجيرانه في المدرسة. لقد كانت المخيمات على وجه الخصوص صعبة التنظيف ذلك الوقت حيث أن الشوارع لم تكن معبدة، الأمر الذي جعل من جر عربة القمامة أمرا صعبا؛ علاوة على أنه لم يكن هناك أكياس بلاستيكية وكانت القمامة ملقاة في الشارع. ويتذكر سليمان أن الناس كانوا ينظرون إليه نظرات مهانة بسبب عمله، إلا أنه وكمعيل للأسرة فقد كان يشعر بالامتنان حيث أن الراتب كان ضروريا لإعالة أمه وشقيقاته.
وعلى مر السنين، عمل سليمان في مخيم الحسين، ثم انتقل إلى مركز توزيع المحطة فمخيم عمان الجديد ومركز تدريب عمان. وفي نهاية المطاف، وخلال عقدي التسعينات والعقد الأول من الألفية الجديدة، تم نقله للعمل في الصيدلية ليقوم بمهمة تحميل وتنزيل اللوازم الطبية.
أما بالنسبة لعائلته، فقد استمر أطفاله الأربعة بالاستفادة من خدمات الأونروا التعليمية لينتهي بهم المطاف بحمل الدرجات التعليمية في مجالي المحاسبة وصيانة المركبات.
وبعد أربعين عاما من العمل مع الأونروا، يقول سليمان أن الوكالة قد تحسنت من خلال الاستفادة من الخدمات والأدوية الأكثر ضرورة، إلا أنها بحاجة للمزيد من العاملين للقيام بتأدية عملها.
قواعد هامة
وفيما يتعلق به شخصيا، فإن سليمان يقول أن الأونروا تعني كل شيء في حياته. لقد وفرت له الوكالة الفرصة لتعليم نفسه وأفراد عائلته، علاوة على توفير التوظيف المستمر والاستقرار.
وسيتقاعد سليمان في العام القادم؛ وهو يشعر بالفخر عند استرجاعه لذكريات حياته في الأونروا لإدراكه بأن عمله لم يعد بالنفع على أفراد عائلته فحسب بل وعلى عائلات اللاجئين الفلسطينيين الآخرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق